יום חמישי, 6 במרץ 2014

STAR2000 TV - قناة ستار 2000 الجولانية - التغريد والثرثرة في مملكة الفيس بوك / الإعلامي نزيه توما

STAR2000 TV - قناة ستار 2000 الجولانية - التغريد والثرثرة في مملكة الفيس بوك / الإعلامي نزيه توما

موقع ستار 2000 - سمير السيد احمد










التغريد والثرثرة في مملكة الفيس بوك / 
الإعلامي نزيه توما








كل عابر سبيل يحمل في طيّاته حكايات . وأعباء الحياة لا تقتصر على الهموم
والمفاجئات, فالإنسان اليوم يعيش حياة صعبة مضطربة وخانقة , المشاكل المتراكمة التي
يواجهها في مجتمعه , الموارد الاقتصادية المحدودة حتّمت عليه أن يقف بوجه هذا
التحدي ويتصدّى له  , فما هي الطريق الأمثل لحل مثل هذه المشكلات اليومية
؟
الجواب بسيط .... التواصل الاجتماعي والفيس بوك والانترنيت......


أعتقد أن شبكات التواصل الاجتماعية والانترنت بشكل عام أعادت صياغة نسيج
العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين بني البشر ,في وقتٍ بات فيه الإنسان غريباً أو
ربما بعيداً عن أخيه الإنسان إلى حدٍ ما . إذ لم يعد الإنسان الذي يقطن مدينة سدني
في استراليا بعيداً عن صديقه الموجود في روما مثلاً.
أصبح هنالك مجال افتراضي
مشترك يكشف فيه كل إنسان عن حياته الشخصية من خلال صفحته الخاصة على الفيسبوك
بالتغريد والثرثرة عن ألمهِ وخيره وشره .


تباينت أراء الكتاب حول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأدب . منهم من
أيدها بقوة ورأى فيها وسيلة حديثة لخدمة المبدع وخدمة الكثيرين الذين استطاعوا
عبرها بناء جسور متينة وعلاقات اجتماعية جميلة مع الآخرين.  كذلك أثّرت تأثيرا
كبيراً على الإعلام بشكل خاص  وانتشاره , حيث أسهمت هذه المواقع في التعرف على
الإنتاج الإبداعي لمختلف الأجيال في شتى الميادين .


وبتنا نرى بأن ثمّة حلقة تواصل بين أصحاب القلم للتواصل فيما بينهم  ومع
الجمهور العريض بشكل أفقي لافت .
لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا
كبيرا في انتشار المعلومات والإخبارعلى المستوين المحلي والعالمي , وأتاحت الفرصة 
أمام القراء للتعرف عن كثَب على أدباء وعلماء بعيدين عن الإعلام المعرّف بشكل خاص
وعلى جميع شرائح المجتمع بشكل عام . كما أنها تشجع الشباب على القراءة, لكن
بالمقابل نجد الكثيرين من الشباب والصبايا يستغلون هذا التواصل لأمور سيئة وسلبية
.   من أطراف ما قرأت في وصف دولة الفيس بوك " بأنها ستصبح اكبر دولة في العالم سنة
2014" . اكبر مزاد للكذب في العالم , كونه المجتمع الوحيد  الذي يطلب فيه الناس
صداقتك لكنهم يتجاهلونك فيما لو شاهدوك. دولة مزيفة , مناخ جيد  للثرثرة والتغريد
تبدو فيه  العلاقات بين الناس جيدة ورائعة, الواحد يحب الأخر مع إنها في الحقيقة
عكس ذلك . نموذج واضح للرّياء , التزييف والتملق .
 Like "لايك" .

 أشهر كلمة في التاريخ وقاموس اللغة , اختلطت فيها  الرذيلة بالفضيلة والوطنية
بالخيانة , احتراق ثلاث سيارات في احد أحياء مدينة معينة أو إطلاق نار على محل
تجاري ,  مباشرة يكتب الإنسان" لايك " بدون معرفة .....  للأسف. عالم مضيء لامع
تسوده فوضى  وفي النهاية العلم عند رب العالمين إلى ماذا ستؤول ..... وإلام ستطول
.

وكما قالت قمراي بنت الحكمي : الانترنت و..... أكبر حفلة تنكرية ممكن أن  يعيشها
الإنسان. كل واحد فينا يرتدي قناع , قناع المحبة , قناع المرح , قناع الثقافة وقناع
التقوى , بعض هذه الأقنعة قد تخفي وجوها دميمة ونفوس مريضة . وفي تلك الحفلة ....
احذروا أن تصيبك رصاصة ...رصاصة إثم ....جراءها يطبع على قلبك وتعكف المعاصي
......
والمقصود بهذه الكلمات أنه  كفاكم يا بني البشر ثرثرة وتغريد . فعندما
تكتب أو تنشر خبراً أو مقالاً معيناً , وتريد إن تبدي إعجابك بشي ما فمباشرة تكتب
like    . أنت تعرف أن تعليقاتك وأقوالك  تتحول في نهاية المر  إلى حاوية  الزبالة 
أو الى مقبرة الكترونية.


لكن إنا مؤمن جدا بأن لكل وسيلة تكنولوجية لها وجهين من الايجابيات
والسلبيات. وكذلك جاءت وسائل التواصل الاجتماعي التي انتشرت وذاع صيتها بسرعة ,
وتمّ تداولها بصورة غير حضارية . وتلاشىت القيم الإنسانية الثقافية والإبداعية وكما
قال احد الأصدقاء عصر العهر وموسيقى الكفر .

وأريد أن انوّه إلى ما كتبته الكاتبة أمال عواد رضوان في كتابها رؤى :" للكتاب
سلطة واثر حضاري بالغ كونه أداة تعبير وعصب حياة الأمة , وأحد شواهد الإبداع
الإنساني وتاريخ الحضارات ورقى الأمم لما من إبعاد لغوية وتراثية وحضارية, فهو
مقياس للوجود والحضور ودرجة التقدم والازدهار. وللقراءة أهمية كبيرة في التحديات
والتطور الاقتصادي والصحة والوعي والأمن ألغدائي والديمقراطي وبناء نسيج فكري يعزز
الحفاظ على صحة ومكانة المجتمعات واللغة".


لذلك أقول :
افتحوا النوافذ يا أخوه وجددوا هواء الفكر  الذي ركدَ , 
لننير دروبنا ودروب التائهين في دهاليز الجهل المظلم والتخلف الأعمى . بعيدا عن
القمع الفكري والتربوي وبدون تغريد وثرثرة .









































تفاعلوا معنا عبر التعليقات في الفيسبوك










 

אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה