יום חמישי, 24 באוקטובר 2013

STAR2000 TV - قناة ستار 2000 الجولانية - ■■■■ ثورة سعودية ...أم غضب الخاسر

STAR2000 TV - قناة ستار 2000 الجولانية - ■■■■ ثورة سعودية ...أم غضب الخاسر

موقع ستار 2000 - الكاتب: عصري فياض










■■■■  ثورة سعودية ...أم غضب الخاسر

على غير العادة ، خرجت السعودية عن دبلوماسيتها المعتادة والهادئة، لتقوم بسلسلة خطوات تمثل تغيير ملفت للانتباه، الأولى رفض أو الاعتذار عن قبولها لمقعد مجلس الأمن المؤقت في سابقة هي الأولى من نوعها سعوديا وامميا، والسبب الاحتجاج على سياسة مجلس الأمن القائمة على الكيل بمكالين حسب التبرير السعودي لهذه الخطوة،والخطوة الثانية تصريحات بندر بن سلطان والأمير تركي الفيصل والمحتجة بالدرجة الأولى على عدم قيام الولايات المتحدة بضرب سوريا، والقيام بالتعاطي بانفتاح ما مع النوايا الإيرانية الجديدة التي جاء فيها الرئيس الجديد الشيخ حسن روحاني،والمطالبة بتأجيل مؤتمر جنيف 2 الرامي لحل ألازمة السورية التي تخطت الثلاثين شهرا من عمرها الدامي.

وبالتدقيق في هذا التوجه الجديد للسياسة السعودية،لا بد من تحديد الموقف السعودي أولا مما يحدث في المنطقة، وخصوصا حالة التغير التي تعرف بالربيع العربي، فحتما كانت المملكة تتعامل بميزان المصالح مع الربيع العربي،وليس بميزان المبادئ، فأول الربيع كان تونس، ولما هرب رئيسها المخلوع زين العابدين بن علي، وضاقت به فضاءات القريب والبعيد،فهبط في جدة ،و احتضنته السعودية، ورفضت تسليمه لحكومة الثورة، ولما اندلعت ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، صمتت السعودية ، تمنت بقاء نظام مبارك،ولما سقط، وجاءت الثورة، اتخذت موقفا حذرا من نتائجها، بل أن الموقف الشعبي والحزبي المصري ، شعر بعدم رضا الموقف السياسي السعودي منه، فحصلت احتجاجات مصرية ضد مواقف المملكة وسياساتها تجاه مصر الثورة وحوصرت السفارة السعودية في القاهرة أكثر من مرة، وعندما حدث الحراك المصري ضدد رئاسة وحكومة الإخوان، كانت السعودية أول الداعمين بالمال والموقف إلى جانب دولة الإمارات، حيث ضخت سبعة مليارات دولار لدعم الاقتصاد المصري، وفي اليمن حالت السعودية دون اكتمال الثورة حتى النهاية، فقدمت بالتعاون مع دول الخليج مبادرتها التي أفضت لقطف ثمار نية لثورة لم تكتمل، وفي البحرين وقفت بالباع والذراع ضد الحراك السلمي للأغلبية البحرانية الشيعية التي تطالب بحقوقها، وأدخلت قواتها العسكرية والأمنية للمشاركة في قمع ما سمته التمرد الشيعي، أما في سوريا، فالبرغم من تقدم الموقف القطري الداعم للثورة السورية،فلم تتأخر السعودية في تقديم كل إشكال الدعم للثورة السورية، ولما ابتعد الموقف القطري قليلا بعد التغير الذي جرى فيها، تقدم الموقف السعودي ليقود الراية وبقوة، وراهن على إسقاط النظام السوري بالقوة، لأنه يرى في ذلك معركته التي تدار في وجه ايران وحلفائها، وبالنظر الى حصول تغيرات على مسار الثورة السورية لصالح النظام والقوى المساندة والمؤدية له في الميدان وتراجع وتناحر قوى المعارضة،فإن سياسة المملكة العربية السعودية أصيبت بخيبة أمل قاد إلى توتر صارخ، خاصة بعد نفاذ فرصة قصف مواقع القيادة والجيش السوري بعد حاثة الغوطة الكيماوية ، والتي نجحت القيادة السورية في سحب الذرائع لمنع تنفيذها عبر الموافقة على تدمير مخزونها الكيميائي.

من هنا لا يوجد خط بياني واضح انتهجته السعودية من اجل التعامل مع الربيع العربي باستثناء خط المصالح،حتى هذا الخط، لم تتعامل معه السعودية وفق القرارات الأخيرة بدبلوماسية المصالح، فنعت الولايات المتحدة أنها غدرت بها واحتضنت إيران ، هذا ليس جديد على الساسة الأمريكية، إلا إذا كانت المملكة العربية السعودية كانت تظن أن أمريكيا كانت تتعامل معها وتسير في تحالفها على أساس مبدئي ولسواد عيون السعوديين،وهذا بحقيقيته سذاجه فاضحة،لأنه من البديهي ان الولايات المتحدة الأمريكية دولة مصالح كبرى،وفي المصالح لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم، لكن يوجد مصلحة دائمة، وكذلك قرارات مجلس الأمن الدولي الذي تتحكم فيه القوى الكبرى، فغنه أيضا انعكاس لسياسات تلك الدول، فقضية فلسطين التي تقع أمام ناظري الساسة السعوديين، مثال صارخ للتعامل بمكيالين، فكم قرار كان سيتخذ بحق إسرائيل أحبطه الفيتوا الأمريكي؟؟ وكانت ولا زالت السعودية عضوا مهما في الجمعية العمومية للأمم المتحدة !!

أما المطالبة بتأخير عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة السورية، فهو امسالك بخيط ضعيف، الغاية منه ايجاد ظروف افضل تذهب فيه المعارضة السورية بشكل موحد، على أرضية تحقيق انجازات عسكرية ميدانية لصالح المعارضة، تستطيع من خلالها فرض شروط اقوى اقلها رحيل النظام، وبالتالي تحقيق هدف سعودي، وتسجيل نقطة للسعودية في مواجهتها امام ايران، وهذا في هذا الوقت، لا يوجد له مقومات واقعية على الأرض، على العكس مرور الوقت الان يعمل لصالح النظام، الذي يسجل كل يوم او كل أسبوع تقدما ميدانيا في كل الجبهات والمواقع، في الوقت الذي تتراجع فيه قوى المعارضة في الميدان ويطالها التشرذم والاقتتال، خاصة بين الجيش الحر والنصرة ، او بين الاثنين وما يسمى اصطلاحا بداعش،دولة الاسلام في العراق والشام..
من هنا ، يظهر أن المواقف السعودية الاخيره ، ما هي الا صرخة خاسر،وغضب من يشعر ان الامور بدأت تنفلت من بين يديه، فبدأ يصرخ مبكرا قبل ظهور النتائج الختامية التي لا يعرف لمن ستكون، وهذا بحد ذاته مؤشر على انكشاف هذه الساسة التي كانت مغطاة بظلال دولية منعت ظهور ضعفها لعقود مضت.




■■■■ تفاعلوا معنا عبر التعليقات في الفيسبوك


אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה